تعود جذور مفهوم حقوق الانسان الى الاديان السماوية و الدين الاسلامي على الخصوص, فقد كرم الانسان و امره بالعدل و الاحسان مصداقا لقوله سبحانه : { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَم وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرّ وَالْبَحْر
وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَات وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِير مِمَّنْ
خَلَقْنَا تَفْضِيلًا }
ان قوام حقوق الانسان في الاسلام هو الكرامة الانسانية دون تمييز بين مسلم
او غير مسلم – رجل او امرأة – عربي او اعجمي.
و الركن الاساسي الذي تقوم عليه الشريعة الاسلامية فيما يتعلق بحقوق
الانسان هو العقيدة وهذه الاخيرة تتلخص في لا اله الا الله و ان
الناس متساوون. و من تم فان الشريعة الاسلامية تحقق مبدا المساواة بين الناس في
التمتع بالحياة و الحرية بدون تمييز.
-
التصور الاسلامي للانسان يتجسد في اعتبار
الكائن البشري خليفة الله في الارض دون تمييز.
-
اساس التفضيل عند الله هو التقوى. و اساس
ممارسة الحقوق الدنيوية يقوم على المساواة.
فتكريم الله عز وجل للإنسان يتجلى في :جعله خليفة في الارض و سخر له ما فيها و ما
في السماء و البر و البحر و جعل له العقل و البيان. كما قال سبحانه : { الله الذي سخر
لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون}
و لقد ضمنت الشريعة الاسلامية صيانة الحق في الحياة على انه هبة من الله.
ووضعت منهجا يقوم على الشمولية و التكامل بين حق الحياة مع حقوق اخرى اساسية. قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم : " كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ
دَمُهُ وَعِرْضُهُ وَمَالُهُ ". كما اكد القران الكريم على ان الحياة حق مقدس
للإنسان في العديد من الآيات و ذلك بتحريم قتل النفس بدون وجه حق قال سبحانه (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ
فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا
فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) و قوله: ) وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ الله كَانَ بِكُمْ رَحِيماً( الى غير ذلك من الآيات القرآنية ...
بل اكثر من ذلك فقد سوى القران الكريم القتل بالشرك بالله حيث قال سبحانه : )والذين
لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون
ومن يفعل ذلك يلق أثاما(
كما اكدت الشريعة ايضا على احترام حق الحرية للأشخاص جميعا دون تمييز كما
قال عمر ابن الخطاب : « متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم
احرار » . ان هذه القولة تأكد على ان
المساواة هي قوام العدالة الاجتماعية.
ان الشريعة الاسلامية اعتبرت ان الحكم بما انزل الله هو ضامن مبدا المساواة
بين الناس و حماية حقوقهم كما انها تمنع جميع اشكال التعسف و اهدار الحريات.
كما كرس الرسول صلى الله عليه و سلم مبدا المساواة امام القانون من خلال
خضوع جميع الناس لقواعد العقوبة في قوله : «إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا
سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد» [رواه البخاري].....
و تناولت الشريعة الاسلامية موضوع الحرية كصفة من الصفات الطبيعية الاساسية
التي تولد مع الانسان و لذلك قضى الاسلام على الاستعباد و جميع اشكال التمييز. كما
حرم التعذيب.
فالشريعة الاسلامية اعتبرت حرية الانسان مقدسة و هي الصفة الطبيعية الاولى
التي يولد بها الانسان لذى يجب ضمانها و عدم تقييدها او الحد منها الا بسلطان
الشريعة.
ان حقوق الفرد في الشريعة الاسلامية تمت مقاربتها بشكل شمولي و متساوي. و
النصوص القرآنية تأكد في شان الانسان على
حقيقتين اساسيتين :
الاولى :
انه مخلوق مكرم و مفضل على باقي المخلوقات و تكريمه ليس مرتبطا باي شكل من اشكال
التمييز. بل هو مرتبط بإنسانيته.
الثانية : انه مخلوق مسؤول. مخاطب بواجبات فردية و
اجتماعية. لذى فحدود الله هي الفيصل بين الحقوق و الحريات من جهة و بين التجاوزات
و الانتهاكات من جهة ثانية و التي تم رسم اطارها العام في النصوص القرآنية و
الاحاديث النبوية. في هذا السياق:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق