الجمعة، 18 نوفمبر 2016

القانون الدولي الخاص: تنازع القوانين_طريقة الاسناد

قواعد الاسناد هي عبارة عن قاعدة قانونية يضعها المشرع الوطني, و هدفها ارشاد القاضي الى القانون الواجب التطبيق على المسالة المشتملة على عنصر اجنبي.
القانون الدولي الخاص طريقة الاسناد
و هذه الطريقة تضع على قدم المساواة القانون الوطني و القانون الاجنبي, و بناء على ضوابط تجعل قانون اسمى من الاخر.


خصائص قاعدة الاسناد
قواعد الإسناد غير مباشرة 
و ذلك لانها لا ترشد القاضي إلى الحل النهائي للنزاع بل تكتفي ببيان قانون الذي يخضع له هذا النزاع ، وفي هذا القانون يجد القواعد القانوية التي سيطبقها عليه النزاع في حالة وجود عنصر أجنبي .
فمثلا قاعدة الإسناد الخاصة للأهلية لا تبين لنا السن الذي عند بلوغه يكون الشخص كامل الأهلية وإنما تكتفي فقط ببيان القانون الذي سيتكفل ببيان هذا السن وهكذا لجميع قواعد الإسناد بخلاف قواعد القانون الدولي الخاص الأخرى التي تعطي الحل مباشرة للنزاع فالقواعد المنظمة للجنسية تبين مباشرة من هم رعايا الدولة ، والقواعد المنظمة لمركز الاجانب تبين مباشرة الحقوق التي يتمتع بها الأجنبي و الإلتزامات التي يتحملها وهكذا ...

قواعد الإسناد قواعد مزدوجة 
يقصد بالصفة المزدوجة لقاعدة الإسناد أنها تجعل الإختصاص إما للقانون الوطني، وإما للقانون الأجنبي وذلك حسب نوع المسألة القانونية 
وتفيد هذه الميزة في قاعدة الإسناد أنها لا تترك فراغا في مشكلة التنازع إذ أنها تجعل الإختصاص بالنسبة المسألة المطروحة على القاضي أما لقانونه أو للقانون الأجنبي .
قواعد الإسناد قواعد محايدة 
القاضي عندما يعمل قاعدة الإسناد فإنه يجهل نوع الحل الذي سيعطيه للنزاع لأن ذلك متوقف على معرفة مضمون القانون الذي سيطبقه على النزاع ، وهذا القانون قد يكون قانونه وقد يكون قانونا اجنبيا .
هذه الميزة لا توجد في القواعد القانونية الأخرى غير أن بعض الفقهاء لا يقرون بذلك ويرون أن صفة الحياد تشمل كل القواعد القانونية .

عناصر قاعدة الاسناد
قواعد الاسناد لا تضع حلا للنزاع, و انما تحدد القانون الواجب التطبيق فقط. و هي قاعدة  تحمل في طياتها 3 عناصر اساسية : الفكرة المسندة – ضابط الاسناد – القانون المسند اليه.

1-  الفكرة المسندة : 
نظرا لكثرة المسائل القانونية بحيث لا يمكن حصرها ولا وضع لكل منها قاعدة إسناد خاصة بها . فقد قام المشرع بتصنيف العلاقات ذات الصفة الأجنبية إلى فئات متعددة تشتمل كل فئة منها على مجموعة العلاقات المتشابهة وهذه الفئات تسمى الفئات المسندة أو أفكار مسندة .ثم يقوم المشرع بربط كل فئة بقانون معين عن طريق معيار خاص هو ضابط الإسناد .و بالتالي نجد ان المشرع يحدد فكرة مسندة معينة تحمل في طياتها مجموعة من من الافكار المسندة الاخرى مرتبطة فيما بينها بقواعد مشتركة نظرا لصعوبة وضع كل قاعدة على حدة.
و بالتالي فان أول عمل يقوم به القاضي هو البحث عن الفئة المسندة التي تندرج تحتها تلك المسألة ليعرف القانون الواجب التطبيق عليها .

2-  ضابط الإسناد :
هو المعيار الذي يختاره المشرع للإرشاد إلى القانون الواجب التطبيق أو أداة ربط بين الفئة المسندة والقانون المسند إليه .أي انه المعيار الذي تم على ضوئه اسناد فكرة معينة الى قانون معين.
مثال : خضوع اهلية الشخص الى قانون بلدة. ضابط الاسناد هنا هو الجنسية, لان الجنسية هي الضابط الذي تم على اساسه اسناد فكرة معينة الى قانون معين.
و يفترض أن لكل فئة مسندة ضابط إسناد وحيد يتحدد بمقتضاه القانون الواجب التطبيق إلا أنه يمكن أن يكون لكل فئة أكثر من ضابط.
وهناك من يضيف عنصرا ثالثا وهو   القانون المسند اليه.

 القانون المسند إليه :
القانون المسند اليه يمكن ان يكون القانون الوطني او الاجنبي.


مما سبق يتبين إن قاعدة الإسناد هي جزء من قانون القاضي يتعين عليه تطبيقها من تلقاء نفسه ولإعتبارات تتعلق بصميم النظام العام ولتحقيق التعايش المشترك بين النظم القانونية المختلفة .
فالقاضي لما قلنا عندما تعرض عليه مسألة قانونية ذات عنصر أجنبي يبحث عن الفئة التي يمكن أن يدرجها تحتها من بين الفئات التي تتضمنها قواعد الإسناد في قانونه .

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة ل الناجمويب: دروس و محاضرات قانونية